سورة الانشقاق - تفسير تفسير الرازي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الانشقاق)


        


{وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ (10)}
فللمفسرين فيه وجوه:
أحدها: قال الكلبي: السبب فيه لأن يمينه مغلولة إلى عنقه ويده اليسرى خلف ظهره.
وثانيها: قال مجاهد: تخلع يده اليسرى فتجعل من وراء ظهره.
وثالثها: قال قوم: يتحول وجهه في قفاه، فيقرأ كتابه كذلك.
ورابعها: أنه يؤتى كتابه بشماله من وراء ظهره لأنه إذا حاول أخذه بيمينه كالمؤمنين يمنع من ذلك وأوتي من وراء ظهره بشماله فإن قيل أليس أنه قال في سورة الحاقة: {وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كتابه بِشِمَالِهِ} [الحاقة: 25] ولم يذكر الظهر والجواب: من وجهين:
أحدهما: يحتمل أن يؤتى بشماله وراء ظهره على ما حكيناه عن الكلبي.
وثانيها: أن يكون بعضهم يعطي بشماله، وبعضهم من وراء ظهره.


{فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا (11)}
فاعلم أن الثبور هو الهلاك، والمعنى أنه لما أوتي كتابه من غير يمينه علم أنه من أهل النار فيقول: واثبوراه، قال الفراء: العرب تقول فلان يدعوا لهفه، إذا قال: والهفاه، وفيه وجه آخر ذكره القفال، فقال: الثبور مشتق من المثابرة على شيء، وهي المواظبة عليه فسمي هلاك الآخرة ثبور لأنه لازم لا يزول، كما قال: {إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً} [الفرقان: 65] وأصل الغرام اللزوم والولوع.


{وَيَصْلَى سَعِيرًا (12)}
ففيه مسألتان:
المسألة الأولى: يقال: صلى الكافر النار، قال الله تعالى: {وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً} [النساء: 10] وقال: {وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ} [آل عمران: 115] وقال: {إِلاَّ مَنْ هُوَ صَالِ الجحيم} [الصافات: 1] وقال: {لاَ يصلاها إِلاَّ الأشقى * الذي كَذَّبَ وتولى} [الليل: 16 15] والمعنى أنه إذا أعطى كتابه بشماله من وراء ظهره فإنه يدعو الثبور ثم يدخل النار، وهو في النار أيضاً يدعو ثبوراً، كما قال: {دَّعَوَا هُنَالِكَ ثُبُوراً} [الفرقان: 13] وأحدهما لا ينفي الآخر، وإنما هو على اجتماعهما قبل دخول النار وبعد دخولها، نعوذ بالله منها ومما قرب إليها من قول أو عمل.
المسألة الثانية: قرأ عاصم وحمزة وأبو عمرو ويصلى بضم الياء والتخفيف كقوله: {نصله جهنم} وهذه القراءة مطابقة للقراءة المشهورة لأنه يصلى فيصلى أي يدخل النار.
وقرأ ابن عامر ونافع والكسائي بضم الياء مثقلة كقوله: (وتصلية جحيم) وقوله: {ثُمَّ الجحيم صَلُّوهُ} [الحاقة: 31].

1 | 2 | 3 | 4 | 5